من الخرطوم سلام(١)

من الخرطوم سلام(١)
  • 20 أبريل 2025
  • لا توجد تعليقات

الطيب المكابرابي

تحية وسلاما على الأخ الصديق العزيز مصطفى أبوالعزائم وثلة من الزملاء الذين أنتجوا برنامجا تحت هذا العنوان تسعينات القرن الماضي يبث من على شاشة تلفزيون السودان فكان جامعا للناس حول الشاشة وماتعا بمحتواه الغني المتنوع والجذاب…
لأول مرة منذ عامين إلا عشرة أيام أتوجه عبر طريق التحدي من الدامر جنوبا قاصدا الخرطوم كان يوم الجمعة الماضية وتلك أطول مدة في حياتي منذ العام ٨٥ أقضيها بعيدا عن الخرطوم…
الطريق مزدحم الى حد ما والسيارات في الاتجاه المعاكس أكثر من تلك المتجهة جنوبا ولم أجد لذلك تفسير…
أول مظاهر الحرب وعلاماتها كانت سيارة قتالية محترقة أقصى جنوب البسابير شمال حجر العسل على الجانب الشرقي من الطريق ثم مقاه على الجانبين محترق بعضها ومنزوعة السقوف عن آخرها
وآثار حريق طالت الحشائش التي تنبت عادة في تلك المناطق بعد كل خريف ثم بدات السيارات القتالية المحترقة تتزايد حتى وصلنا المصفاة…
لم نشهد تلك الشعلة كما كنا نشاهدها قبلا فقد انطفات تماما..
كل السيارات التي كانت داخل حظأئر المنطقة الحرة وسيارات البوم المحجوزة هناك محترقة تماما وبعضها مفتوح غطاء الماكينة أو الشنطة من الخلف..
صهاريج الوقود والسيارات القتالية والصغيرة تسد الافق على جانبي الطريق في منطقة المقاهي والمنطقة التجارية بالمصفاة…
جميع السيارات هذه محترقة اختراقا كاملا أو مقلوبة أو مهشمة ومعجونة بشكل غريب..
المقاهي التي كانت تضج بالحياة هنا والمتاجر ومراكز الخدمات مفتوحة الأبواب ولا تستطيع الوصول إلىها من كثرة السيارات التي سدت الطريق..
جنوبا من المصفاة لا أثر لحركة أو حياة…فاسلاك الكهرباء ملقاة على الأرض وأشجار الموالح في المزارع المجاورة اصابها اليباس من شدة العطش والاهمال لعامين وجنبات الطريق تزداد امتلاءا بالسيارات المعطوبة من كافة الأنواع والأشكال..
محطتنا كانت صينية كبري الحلفايا حيث الحركة غير المنضبطة هناك ..
سيارات تقف حيث يريد أصحابها وعربات المواصلات ينادى عليها إلى أم درمان وبعض مناطق شرق النيل وحركة لجنود حاملي السلاح يتجولون هنا وهناك ويركبون المواصلات مع المواطنين وبعضهم يتذمر ويظهر استعدادا لضربك أو إهانتك إذا ما حاولت الاعتراض على فعل فعلوه..
قيمة المواصلات عالية والحجة عدم وجود الوقود بما يكفي ومعظم محطات الوقود ببحري معطلة تماما وحتى حركة السيارات وخاصة جنوب جسر الحلفايا قليلة جدا ..
ميدان شمبات أصبح مكبا وموقع تجميع للسيارات والهياكل التي دمرها الجنجويد بعد سرقتها من الشوارع أو البيوت …قسم شرطة الصافية بدأ يزاول العمل ..مستشفى حاج الصافي تمت صيانته وعاد جديدا من الخارج كما كان .. سوق سعد قشرة محترق تماما
وكل متاجر الإطارات والإسبيرات وكماليات السيارات جنوبا منه مفتحة الأبواب وخاوية من كل شئ والحشائش والشجيرات تغطي مساحات شاسعة على طول الطريق بل وداخل الأحياء والطرقات الجانبية..
نواصل غدا إن كان في العمر باق
وكان الله في عون الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*