القلعة الجميلة الضاوية كالنبراس

القلعة الجميلة الضاوية كالنبراس
  • 23 أبريل 2025
  • لا توجد تعليقات

السمؤل محمد إبراهيم

بدعوة كريمة من أخي وصديقي وزميلي ودفعتي محمود عبدالقادر تمت إضافتي في قروب واتساب خاص بأبناء الكلاكلة القلعة يدعم اللجنة العليا الراعية لمبادرة العودة الآمنة للأهل والأحباب إلى هذا الحي الجميل؛ حيث رأيت بأم عيني في هذا القروب المعنى الحقيقي للتعاون والترابط والتكاتف والعمل الجماعي؛ فالجميع يحملون هَمّ الأهل وهمّ القلعة؛ والجميع أيقونات للخير والترابط الاجتماعي، والجميع على قناعة تامة بقاعدة مجتمعين نقف متفرقين نسقط؛ والجميع متفقون على أن اجتماع السواعد يبني الأوطان واجتماع القلوب يخفف المصائب والمحن.

هكذا اجتمعت قلوب أبناء الحي على المحبة والإخاء لتخفيف المصائب عن بعضهم البعض؛ ووقفوا صامدين في وجه الحرب التي تفرق ولا تجمع، مطبقين معنى الحديث النبوي الشريف (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، فقاموا بشد العزم وشحذ الهمم دعماً لقدرة أهلهم ممن أنهكتهم الأحداث وتعذبوا من آثارها وتداعياتها، وفتح أبواب الأمل أمامهم؛ ومن خلال هذه اللجنة وإنجازاتها العظمية؛ قالوا لجميع الأهل بالقلعة سوف نحتفي بقدرة المرضى على الصبر والصمود رغم ما حاق بهم من ضعف؛ وسوف نحتفي بأصلنا الكريم واخلاقنا الفاضلة التي تجمعنا في القلعة على قلب رجل واحد؛ بنفس مطمئنة رحيمة وقلب أبيض متسامح.
بتلك المنطلقات زادت في الجميع روح الهمة والتعاون والتعاضد والتكاتف المتأصلة فيهم من قديم الزمن وما أحوجنا لهذه الهمة والتعاون في هذا الزمن؛ زمن الحروب والمصائب التي تتدفق إلينا من كل حدب وصوب؛ فالجميع قد لبوا النداء وسارعوا في تقديم الدعم المادي والمعنوي إسهاماً في النهوض بالقلعة وإعادة إعمارها وصيانة مرافقها العامة؛ وهم بذلك قد استحقوا منا كأقل تقدير الإشادة والثناء، لانهم قد تحدوا الكثير من الصعاب، وتجاوزوا الكثير من سلبيات الحرب وما أفرزته من سلبيات، جعلت ما يتجاوز نصف سكان البلاد في أزمة إنسانية عظيمة.
لقد كان الأهل بالقلعة على الوعد والعهد ولم يتقاعسوا بل شمروا السواعد ونهضوا وسعوا في الأرض ضاربين أروع الأمثال في بناء الأوطان وهم يرفعون رايات التحدي في وجه الحرب والموت، مؤكدين بأنهم سوف يحيونها ويعمرونها إيمانا بالآية الكريمة (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)؛ من خلال تنفيذ العديد من المشاريع بالجهد الشعبي ومنها تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية لضمان ضخ المياه في كل منازل المنطقة؛ ومشروع تشغيل المركز الصحي دعماً للصحة والعلاج وتحفيزاً للعائدين ولتحسين بيئة العودة الكريمة، كما قاموا بتجهيز منافذ الخدمات وتنظيف المساجد وتجهيزها الصلوات وتنظيف جميع الشوارع الرئيسية والفرعية وإزالة الأشجار والنباتات الضارة، ومكافحة الكلاب المفترسة الضالة.
كل ذلك تم بالجهد المادي والمعنوي الشعبي، فالشكر كل الشكر لجميع الأهل بالكلاكلة القلعة الذين سارعوا في تقديم دعمهم المالي والمعنوي بمشاركات فعالة وارسال التحويلات عبر الإشعارات الخضراء الداعمة؛ ولعلها مناسبة لتقديم شكر خاص للأب الكريم عبدالله حاج أبو شيبة، والاخ الكريم معتصم عزالدين هارون، والأخ الفاضل عثمان عبداللطيف عثمان؛ وأسرة المغفور له بإذن الله حسن الهادي فضيل ولأبناء القلعة الكرام بدولة قطر الشقيقة ولجميع أبناء القلعة في الداخل والخارج.
إن بناء الأوطان والتعمير من أعظم الأعمال، والإنسان هو الخليفة المسئول عن إعمار الأرض وإصلاحها بالاجتهاد والعمل؛ فكان الأهل بالكلاكلة القلعة من السباقين في هذا المضمار مما جعل مشاعر الفرح ممزوجة بمشاعر الافتخار والاعتزاز تملأ نفوسنا ولسان حالي يقول إنني سوداني وافتخر بأنني كلاكلاوي وقلعاوي.
لقد غلبتني دموعي وأنا أشاهد هذه الإنجازات من الأهل بالقلعة ولسان حالهم يردد : (عزيز أنت يا وطني؛ وغداً نعود وحتما نعود؛ وياريت تعود أيامنا ونكمل المشوار؛ ودام عزك يا وطن، وأيها الناس نحن من نفر عمروا الارض حيثما قطنوا؛ حكموا العدل في الورى زمناً أترى هل يعود ذا الزمن، ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن)؛ رددوا كل ذلك إشعالاً لجذوة الأمل بالعودة في القريب العاجل والعيش في كنف الوطن.
إنني وبالرغم من كوني من أبناء الكلاكلة، حي المنورة، لكنني أكن كل الحب والتقدير للقلعة، حيث إن حي المنورة وحي القلعة توأمان؛ بل (هما نهران في مجرى تبارك ذلك المجرى فيساره على اليمنى ويمناه على اليسرى) ولي الكثير من الإخوان والأهل والأصدقاء بالقلعة؛ ودراستي الابتدائية كانت بمدرسة القلعة الابتدائية وأول من علمني الحرف أبي وأستاذي الفاضل عبدالعظيم؛ وتتلمذت أيضا على أيدي الأساتذة الأفاضل (إسماعيل؛ يوسف؛ السماني، عمر).
إنها القلعة الجميلة (الضاوية كالنبراس يا زينة الكلاكلة حبوكي كل الناس)؛ فأهلاً بالعودة للقلعة؛ وأهلاً بعطائها المتجدد، وأهلاً بمكانتها الرفيعة بين جميع مدن وأحياء السودان الحبيب سعة وجمالاً ورفاهية وتقدماً في كل المجالات. ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع هذا السعي الكريم، وأن يبارك في كل من ساهم وساند، فجهودهم عظيمة، وأجرهم كبير عند الله بإذنه تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*