يُشكل “توسيع آفاق التعاون في مجالات التجارة والدفاع والأمن بين المملكة المتحدة وسلطنة عمان وقطر” أبرز أجندة زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى منطقة الخليج ، التي تبدأ اليوم ، و سيشارك ديفيد لامي في جولة “حوار استراتيجي ” بريطاني قطري في 27 أبريل 2025 لتعزيز الشراكة في مجالات عدة، كما تركز محادثاته في البلدين على ” تعزيز أمن منطقة الخليج”.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان تلقيت نسخة منه أن الوزير “سيؤكد في زيارته لمسقط والدوحة على ضرورة التهدئة وضمان الأمن في منطقة الخليج ، بما في ذلك التصدي للتهديد الذي تشكله إيران”، والتزام لندن بـ”الحل التفاوضي للمسألة النووية الايرانية”، أضافة إلى بحث “صراع إسرائيل-غزة وتهديدات الحوثيين لحركة الشحن الدولية في البحر الأحمر”.
وترى لندن أن زيارة لامي لمسقط والدوحة “تُبني على أسس سعي المملكة المتحدة لدفع عجلة اقتصادها وحماية أمنها القومي كجزء من خطة الحكومة البريطانية للتغيير”
وقالت الخارجية البريطانية أن المملكة المتحدة تسعى إلى تعزيز روابطها مع شركاء أساسيين في منطقة الخليج، وأن زيارة وزير الخارجية إلى مسقط والدوحة تأتي ” لفتح أفاق فرص جديدة، والدفع نحو تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
أبعاد أول زيارة إلى مسقط
وبشأن زيارة وزير الخارجية إلى عُمان، وهي الأولى، قالت لندن إنها ستكون فرصة للوزير لبحث المحادثات الأمريكية-الإيرانية التي جرت مؤخرا في السلطنة، وشددت بريطانيا على أن “موقفنا واضح، إلى جانب مواقف شركائنا الدوليين” وهو أنه ” يجب ألا تطور إيران أبدا قدرات نووية تهدد السلام والأمن الدوليين، ونحن نظل ملتزمين بالسعي إلى حل تفاوضي لهذه المسألة، وسوف نستعين بكل السبل السياسية لتحقيق ذلك.”
وسيبحث وزير الخارجية “الجهود البريطانية-العمانية المشتركة بشأن أمن المنطقة الأوسع، بما في ذلك صراع إسرائيل-غزة وتهديدات الحوثيين لحركة الشحن الدولية في البحر الأحمر، وهو طريق تجارة حيوي بالنسبة للصادرات البريطانية إلى سائر أنحاء العالم، ويمر من خلاله ما يبلغ ترليون دولار من السلع العالمية في كل سنة”.
حوار استراتيجي بريطاني قطري بالدوحة
وأوضحت الخارجية البريطانية أن محادثات لامي في الدوحة “تسُبنى على أسس التزام الحكومة البريطانية بتعزيز الاقتصاد بالإشراف على الحوار الاستراتيجي البريطاني-القطري، وهو منتدى أساسي ساهم في تحفيز استثمارات سابقة في المملكة المتحدة في قطاعات أساسية تتعلق بالنمو، بما فيها الطاقة والعقار والدفاع”.
وترى لندن أن “هذه الشراكة ( بين المملكة المتحدة ودولة قطر) تأتي بعد اتفاقيات جرى توقيعها مؤخرا بين البلدين وتبلغ مليارات الجنيهات ( الاسترلينية) ، وتدعم شركات بريطانية رائدة، مثل رولز رويس وبي إيه إي سيستمز، في المساعدة في خطة الحكومة البريطانية للنمو”.
لامي: علاقتنا مع دول الخليج تزداد قوة
وشدد وزير الخارجية البريطاني في تصريح قبيل توجهه إلى الخليج على أن “علاقات المملكة المتحدة مع دول الخليج تزداد قوة على قوتها. وشركاؤنا يفتحون فرصا استثمارية هائلة في المملكة المتحدة توفر فرص عمل في قطاعات المستقبل، التي تشكل محور خطتنا لأجل التغيير”.
وأضاف أن ” تعزيز النمو رهن بتعزيز الاستقرار. ومن الضروري أن نتواصل بشكل وثيق مع شركاء مثل قطر وعُمان لتعزيز أمن المنطقة، بما في ذلك التصدي لنشاط إيران الخبيث في المنطقة، وإنهاء الحرب في غزة”.
وعلم أن وزير الخارجية سيبحث أيضا “التقدم الحاصل في اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي، والتي من شأنها أن تزيد حجم التجارة المتبادلة بنسبة 16%، وهذا يعني مبلغا إضافيا قدره 8.6 مليار جنيه إسترليني سنويا من التجارة المتبادلة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي على المدى الطويل، إلى جانب دعم توفير فرص العمل في أنحاء بريطانيا.”
تشديد على وقف إطلاق النار في غزة وسلام دائم
وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أنه “مع استمرار الشعور بآثار صراع غزة المدمر في أنحاء المنطقة، سوف يستغل وزير الخارجية هذه الزيارة للتأكيد على أن إراقة مزيد من الدماء ليس في مصلحة أحد، وضرورة عودة أطراف الصراع إلى وقف إطلاق النار. وسيشدد في اجتماعاته مع نظرائه على الحاجة إلى بناء سلام دائم في المنطقة، فذلك حيوي بالنسبة للأمن والازدهار في منطقة الخليج وفي المملكة المتحدة”.
شراكة بين سلاحي الجو الملكي والأميري
وأكدت لندن أن “زيارة وزير الخارجية إلى قطرستكون فرصة لتعزيز التعاون في مجال الدفاع والأمن و يشمل ذلك بحث الشراكة الوثيقة بين سلاح الجو الملكي البريطاني وسلاح الجو الأميري القطري في السرب المشترك، وهي شراكة تساعد في تدريب الجيل التالي من الطيارين الذين سيحلقون في الأجواء، وفي الحفاظ على المصالح الأمنية للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط”.
يُشار إلى أن جولة “حوار استراتيجي” بريطاني قطري ستعقد غدا 27 أبريل في الدوحة برئاسة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري ، و ديفيد لامي وزير الخارجية بالمملكة المتحدة.
وكان البلدان عقدا في 17 أبريل 2025 عبر تقنية الاتصال المرئي، اجتماعا تحضيريا لـ”الحوار الاستراتيجي القطري البريطاني” الثاني .